علاج خشونة الركبة : من الوزن إلى الوراثة

5/5 - (7 أصوات)

من أكثر الأمراض التي يعاني منها العديد من الأشخاص وخصوصًا النساء هي خشونة الركبة، وقد يستسلم المريض إلى هذا المرض ويقوم بتناول المسكنات بشكل مستمر من أجل التخلص من هذا الآلم، ولكن للأسف الشديد ليس هذا هو الحل الصحيح حيث يجب في البداية معرفة أسباب خشونة الركبة، لأنه في حالة معرفة أسباب المرض نكون قد وصلنا إلى نصف العلاج تقريبًا.

وبالطبع تتفاوت درجة الخشونة من مريض إلى أخر، حيث يعاني البعض بألم بسيط في الركبة نتيجة وجود التهاب فقط في المفصل، ومن الممكن أن يزداد الأمر سوء عند البعض الأخر ولا يستطيع الحركة أو حتى الوقوف على قدميه، وفي هذه الحالة يكون المريض وصل إلى أعلى درجات الخشونة.

في الفقرات القادمة سوف نتطرق أكثر وأكثر عن خشونة الركبة وأشهر الأسباب التي تؤدي إليها والأعراض المصاحبة لها، وليس هذا فقط بل سوف نتعرف سويًا على أهم طرق من أجل خشونة الركبة، حيث أعد لكم فريق عمل موقعنا هذا المقال من أجل شرح كل التفاصيل الخاصة بخشونة الركبة المرض الأكثر انتشارًا الآن.

ما هي خشونة الركبة؟

قبل التطرق إلى أسباب خشونة الركبة لابد من التعرف اولًا على ما هي الخشونة التي تصيب منطقة الركبة تحديدًا، وهي عبارة عن ألم يصيب منطقة الركبة ولا يستطيع المريض الحركة بسبب الألم الشديد الذي يوجد في هذه المنطقة، و يترتب عليها تأكل الغضروف الذي يوجد بين العظمتين الخاص بمفصل الركبة والذي يطلق عليهم (عظمتي الساق والفخذ).

وبعد أن تتآكل الغضاريف التي توجد بين المفاصل تصبح مكشوفة وبالتالي لا تستطيع الركبة الحركة بشكل طبيعي وبسهولة كما كان قبل الإصابة بالخشونة، ولا يقتصر الأمر على تآكل الغضروف فقط بل يظهر بعد ذلك بعض التغييرات في المفصل نفسه مثل ظهور نتوءات عظمية، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على محاولة العظام تعويض عدم وجود السائل أو الغضروف المفقود عن طريق نمو عظمي جديد إضافي ولكنه لا يستطيع.

مع العلم أن المريض يشعر بالألم بشكل واضح في حالة الجلوس لفترات طويلة وعند الاستيقاظ من النوم، كما أن هذا الشعور بالألم غير مستمر ولكنه يختفي ويظهر من حين إلى أخر، كما تحدث خشونة الركبة لأي شخص في مراحل عمرية مختلفة ولكن النسبة الأكبر تكون للنساء بعد بلوغ سن الخمسين.

علاج خشونة الركبة

علاج خشونة الركبة

يوجد طرق عديدة من أجل علاج خشونة الركبة، مع العلم الطبيب المعالج هو الذي يقوم بتحديد نوع العلاج المناسب مع المريض، ومن أمثلتها:

  • المسكنات الموضعية : من أسرع الحلول التي يلجأ إليها المريض هي المسكنات الموضعية مثل الكريمات، حيث تأتي بنتائج فعالة في حالات الخفيفة والمتوسطة فقط، ولكن لا يجب تناولها من تلقاء نفسه بل يجب أن تكون تحت إرشاد الطبيب.
  • الحقن : يوجد نوعان من الحقن الأول هو (حقن الستيرويدات) حيث يعمل على تقليل الالتهابات بشكل سريع ولا يفضل استخدامها لفترات طويلة، والنوع الثاني هو ( حقن الهيالورونيك) يساعد هذا النوع في تحسين وزيادة المادة اللزجة التي توجد داخل المفصل، مما يترتب عليها قلة عملية الاحتكاك وتقليل الشعور بالألم.
  • خسارة الوزن : من أولى النصائح التي ينصح بها الطبيب هو خسارة الوزن الجسم، مع العلم أن خسارة عدد من الكيلو جرامات سوف يوفر لك تناول أدوية كثيرة وعدم اللجوء إلى أحد طرق الحقن من أجل العلاج
  • ممارسة التمارين الرياضية : تساعد بعض التمارين الرياضية على تقوية عضلات الركبة، كما تعمل على تحسين استقرار المفصل بشكل جيد ومن أمثلة هذه التمارين ( تمارين المقاومة، تمارين التمدد، تمارين الماء التي تساعد في تخفيف الضغط على الركبة).

أسباب خشونة الركبة

أسباب خشونة الركبة

بعد الإطلاع على المقصود بخشونة الركبة كان لابد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها، والجدير بالذكر أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أعراض هذا المرض، ومن أبرزها هي:

  • السمنة : أكدت العديد من الدراسات أن أكثر الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد هم الأكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة، ويرجع سبب ذلك هو عدم تحمل الركبة ضغط الوزن الزائد، وليس هذا فقط بل تقوم الخلايا الدهنية التي توجد في الجسم بعمل بروتينات التي تسبب التهاب شديد في المفاصل والأجزاء المحيطة به.
  • تقدم العمر (الشيخوخة) : بعد تقدم العمر وتحديدًا بعد الوصول إلى سن الخمسين يصاب الشخص بخشونة الركبة، ويأتي ذلك نتيجة ضعف غضروف الركبة ويصبح عرضة للتآكل أكثر من أي وقت أخر، كما أشارت بعض الدراسات أن 19% من الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم عن 45 عامًا يصابون بخشونة الركبة.
  • العامل الوراثي : التاريخ العائلي له دور كبير وفعال في نقل الأمراض إلى الأبناء والأحفاد أيضًا، حيث تم عمل دراسة على الأشخاص المصابين بخشونة الركبة وجدوا أن نسبة تتراوح من 40% إلى 65% منهم عامل وراثي من أحد الآباء، وهذه النسبة ليست قليلة كما يعتقد البعض، وهذا يدل على أن أكثر من نصف المصابين بالخشونة كانت مكتسبة من آبائهم.
  • عدم ممارسة الرياضة : عدم القيام ببعض الأنشطة والتمارين الرياضية قد يسبب تيبس في المفاصل الذي يترتب عليها الإصابة بخشونة الركبة.
  • إصابات المفاصل : من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالخشونة هو التعرض لحادث خطير أو صدمة في منطقة الركبة، ولا يشترط أن تظهر الخشونة بعد التعرض لحادث مباشرة ولكن من الممكن أن تظهر بعد سنوات، كما أن إجهاد المفاصل والوقوف عليها لفترات طويلة يسبب الإصابة بهذا المرض أيضًا.
  • انقطاع الطمث : بعد انقطاع الطمث عند النساء والذي يحدث غالبًا عند سن 55 تصبح النساء عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض وأشهرها هشاشة العظام وخشونة الركبة.
  • الأمراض المناعية : تسبب الأمراض المناعية مثل الروماتويد الإصابة بالخشونة كما أنها تسبب خطرًا على مفاصل الجسم بصفة عامة.
  • العيوب الخلقية : توجد بعض الأمراض والعيوب الخلقية إلى الإصابة بالخشونة مثل ( التشوهات الخلقية التي تحدث عند الولادة، مرض النقرس، السكري، زيادة نسبة الحديد في الدم، التهاب المفاصل الإنتاني، وأخيرًا هرمون النمو الزائد).

أعراض خشونة الركبة

عند الإصابة بأي مرض إذا كان في مرحلة مبكرة تكون أعراضه بسيطة للغاية وغير محسوسة، والعكس صحيح إذا كان المرض في مرحلة متأخرة منه، مع العلم أن خشونة الركبة تمر بخمس مراحل مختلفة ولكل مرحلة لها أعراضها الخاصة بها، ومن أشهر الأعراض التي تتضاعف مع مرور الوقت هي:

  • ألم في منطقة الركبة : من أولى الأعراض التي يعاني منها المريض هي الشعور بألم في منطقة الركبة، حيث تتراوح شدة الآلم من خفيف إلى متوسطة إذا كان المرض في بدايته، ومن الطبيعي أن يتضاعف الألم مع تحريك الركبة أو حمل أشياء ثقيلة.
  • تيبس الركبة : بعد تآكل الغضروف الذي يوجد في الركبة يحدث تهيج في المنطقة كلها، ويترتب على هذا التهيج وجود سائل في منطقة الركبة الذي يؤدي إلى التورم وبالتالي يحدث تيبس الركبة بسبب عدم القدرة على تحريكها بشكل طبيعي.
  • صوت طقطقة : مصاب خشونة الركبة يحدث له طقطقة في منطقة الركبة عند الحركة، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على احتكاك العظام ببعضها البعض، بالإضافة إلى ذلك أن المنطقة المصابة تكون أقل مرونة من أي منطقة أخرى في الجسم.
  • الاحمرار والدفء : بعض الحالات تعاني من احمرار منطقة الركبة والشعور بالدفء، وفي هذه الحالة يجب على المريض استشارة الطبيب لأنه هذا الاحمرار ينتج من وجود عدوى ولابد من تدخل اهتمام طبي في أسرع وقت.

أسباب خشونة الركبة

كيفية تشخيص خشونة الركبة؟

لا يكتفي الطبيب بالأعراض الذي يذكرها له المريض بل يطلب بعض الفحوصات التصويرية (مثل الأشعة)، من أجل التأكيد من حالة المرض التي يتم على أساسها إعطاء الأدوية المناسبة، والتي تتمثل في:

  • الأشعة السينية : عندما يجري المريض الأشعة السينية يظهر من خلالها الوضع الذي يوجد عليه الغضروف ومدى تآكله، ويتم ذلك عن طريق قياس المسافة بين العظام، ولا يجب الاكتفاء بهذه الإشاعة فقط بل لابد من إجراء بعض الفحوصات الأخرى لكي يكون التشخيص دقيق.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) : الرنين المغناطيسي يظهر صورة توضيحية للعظام والأنسجة الرخوة والعضلات والغضاريف وكذلك الأوتار، مع العلم أن هذه الأشعة تكون دقيقة بشكل كافِ من أجل تصوير المفاصل الداخلية للركبة وما حولها، ولا تستغرق عملية التصوير مدة أقصاها 15 دقيقة فقط.
  • اختبارات الدم : يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل الطبية من أجل التأكد من عدم وجود أي عدوى أو التهابات أو أمراض مناعية تكون السبب وراء الشعور بأعراض خشونة الركبة.
  • تحليل السائل المفصلي : يقوم المريض بهذا التحليل من أجل التأكد من عدم وجود تراكم بلورات أو التهابات شديدة تسبب التورم والشعور بالآلم.

أسباب خشونة الركبة

في النهاية نود أن تكون فقرات مقال اليوم أسباب خشونة الركبة قد استفاد منه جميع الأشخاص الذين لديهم نفس الأعراض التي تم ذكرها، حيث تم شرح كل المعلومات الخاصة بهذا المرض مثل طريقة تشخيصه وطرق الوقاية منه، علاوة على ذلك تم عرض طرق علاجه سواء كانت بالطرق الطبيعية أو العلاج بالحقن، حيث يجب علينا جميعا الحفاظ أنفسنا من الإصابة بالخشونة.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *