إحجز موعد الآن

خلع مفصل الفخذ الولادي: الأسباب والعلاج المبكر
يُعد خلع مفصل الفخذ الولادي، أو ما يُعرف بـ”خلع الورك التطوري”، من أكثر مشكلات العظام شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، وقد يحمل مخاطر كبيرة إذا لم يُكتشف ويُعالج مبكرًا. في هذا المقال، نستعرض كل ما يجب أن يعرفه الأهل حول هذه المشكلة: من الأسباب والعلامات المبكرة، مرورًا بأحدث وسائل التشخيص، ووصولًا إلى الخيارات العلاجية الفعالة حسب عمر الطفل وحالته. كما نسلط الضوء على أهمية المتابعة والتأهيل بعد العلاج، ودور الخبرة الطبية المتميزة للدكتور ياسر رضا في ضمان أفضل النتائج وجودة الحياة للأطفال المصابين.
محتويات الموضوع
مقارنة العلاجات حسب العمر والحالة:
نوع العلاج | الفئة العمرية المستهدفة | نسبة النجاح | مميزات العلاج | التحديات أو العيوب المحتملة |
---|---|---|---|---|
حزام بافليك | من الولادة حتى 6 شهور | 90–95% | غير جراحي، سهل الاستخدام | يتطلب التزامًا تامًا من الأهل |
الرد المغلق + التجبير | من 6 شهور إلى 18 شهرًا | 80–90% | فعال بدون جراحة | يحتاج لتخدير عام وجبس كامل |
الرد المفتوح الجراحي | من 18 شهرًا فأكثر | 70–85% | يستخدم في الحالات المتقدمة | جراحي، فترة تعافي أطول |
العلاج الطبيعي | طوال فترة العلاج | داعم | يقوي العضلات ويحسن الوظيفة | لا يكفي وحده بدون العلاج الأساسي |
الأسباب المؤدية لخلع مفصل الفخذ الولادي
أولاً: الأسباب الوراثية والجينية
تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى سبق لهم الإصابة بخلع الورك هم أكثر عرضة للإصابة بمعدل 12 ضعفًا مقارنة بباقي الأطفال وهذا يشير بوضوح إلى دور العوامل الجينية والوراثية في تطور المفصل داخل الرحم.
ثانيًا: الوضعية داخل الرحم
تشكل وضعية الجنين داخل رحم الأم عاملًا حاسمًا، خاصة الوضعية المقعدية، حيث يكون الجنين جالسًا والساقين ممدودتين إلى الأعلى، مما يؤدي إلى ضغط غير طبيعي على مفصل الورك النامي.
ثالثًا: تأثير الهرمونات الأنثوية
أظهرت بعض الأبحاث أن زيادة حساسية المفصل لهرمون الريلاكسين، الذي تفرزه الأم في نهاية الحمل لتليين الأربطة، قد يؤدي إلى ارتخاء مفصل الورك عند الإناث بشكل أكبر من الذكور.

الأعراض والعلامات التحذيرية
-
قد يبدو الطفل طبيعيا تمامًا للوهلة الأولى، إلا أن هناك علامات دقيقة وخفية قد تشير إلى وجود خلع في مفصل الفخذ، وهي علامات لا يدركها معظم الأهل إلا بعد تطور الحالة ولهذا السبب تعد الفحوصات الدورية بعد الولادة أمرًا لا غنى عنه، فهي تمثل خط الدفاع الأول ضد تفاقم هذه الحالة الصامتة إليك فيما يلي الأعراض والعلامات التي يجب الانتباه لها بدقة:
1. عدم تماثل ثنيات الجلد على الفخذين أو الأرداف
عند النظر إلى الجزء الداخلي من فخذي الطفل أو مؤخرة الأرداف، يلاحظ وجود اختلاف في عدد أو شكل الثنيات الجلدية هذا قد يدل على عدم تساوي في طول العظام أو تموضع غير طبيعي لعظمة الفخذ.
2. الفرق في طول الساقين
غالبًا ما تكون إحدى الساقين أقصر من الأخرى، وقد يكون هذا الاختلاف غير ملحوظ بالعين المجردة إلا من خلال فحص طبي دقيق، خصوصًا عند وضع الطفل مستلقيًا على ظهره ومد ساقيه بشكل مستقيم.
3. صوت “طقطقة” أو احتكاك عند تحريك الفخذين
خلال تغيير الحفاض أو أثناء تحريك ساقي الطفل إلى الجانبين، قد يسمع صوت يشبه الطقطقة أو يشعر الأهل بحركة غير طبيعية في المفصل هذا غالبًا ما يكون مؤشرًا على خلع جزئي أو تراكبي للمفصل.
4. صعوبة أو مقاومة عند فتح الفخذين
الطفل الطبيعي يتمدد بسهولة عند فتح ساقيه، أما في حالات الخلع، فقد يواجه الأهل صعوبة عند محاولة فتح فخذي الطفل لجهتي الخارج، وهي حركة تعرف طبيًا بـ“الاختطاف”.
5. تأخر في الحركات الحركية الكبرى
من أبرز المؤشرات التي تظهر بعد سن 6 أشهر، تأخر الطفل في الجلوس أو الزحف أو الوقوف وقد يلاحظ الأهل أن الطفل يتجنب الضغط على أحد الساقين أو يعتمد على ساق واحدة فقط.
6. العرج أو المشي غير المتوازن (في حال لم يتم التشخيص مبكرًا)
في الأطفال الأكبر سنًا الذين لم يشخص لديهم الخلع في المراحل المبكرة، قد يظهر العرج واضحًا عند بدء المشي، وقد يكون مصحوبًا بانحناء في الحوض أو ميلان الجسم إلى جهة واحدة.
7. ألم غامض في الورك أو الركبة
في بعض الحالات المتأخرة، يشكو الطفل من ألم متكرر في مفصل الورك أو حتى في الركبة على الجهة المصابة، وهو ألم قد يفسر خطأ على أنه نمو طبيعي أو إجهاد عضلي.
وسائل التشخيص الحديثة
الفحص السريري
يقوم الطبيب المختص بإجراء فحص بدني دقيق، يشمل اختبارات “بارلو” و”أورطولاني”، وهما اختباران شهيران للكشف عن استقرار مفصل الورك لدى المواليد.
الأشعة التشخيصية
- الموجات فوق الصوتية: فعالة جدًا قبل عمر 6 أشهر، وتظهر تفاصيل دقيقة عن المفصل.
- الأشعة السينية: تستخدم بعد عمر 6 أشهر وتساعد في تحديد مدى تطور المفصل.
خيارات العلاج المبكر حسب السن والحالة
1. حزام بافليك Pavlik Harness
- يستخدم بشكل خاص في أول 6 شهور من عمر الطفل.
- يبقي الوركين في وضعية الانثناء والاختطاف.
- يرتدى طوال اليوم ويتم تعديله دوريًا في العيادة.
2. الرد المغلق والتجبير
- يفضل للأطفال بين 6-18 شهرًا.
- يتم تحت التخدير الكامل ويعاد رأس عظمة الفخذ إلى مكانه.
- يتم التثبيت باستخدام جبيرة “سبايكا”.
3. الجراحة (الرد المفتوح)
- تستخدم في الحالات المتقدمة أو عند فشل العلاج المحافظ.
- تطلب تدخلًا جراحيًا لفتح المفصل وتصحيح الوضع.
- بعد العملية، يوضع جبس يمتد من الصدر حتى القدمين.
الرعاية اللاحقة والتأهيل
يظن البعض أن رحلة العلاج تنتهي بمجرد تثبيت مفصل الفخذ أو إجراء التدخل الجراحي المناسب، لكن الحقيقة أن الرعاية اللاحقة هي المرحلة الحاسمة التي تمكن الطفل من استعادة وظائف المفصل بشكل طبيعي وتمنع عودة الخلع مرة أخرى وتشمل هذه المرحلة سلسلة من الخطوات المتتابعة، والتي تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الطبيب والأهل، وربما فريق علاج طبيعي متخصص إليك تفاصيل هذه المرحلة المهمة:
- مراجعات طبية دورية كل 4-6 أسابيع.
- العلاج الطبيعي بعد إزالة الجبس لتقوية العضلات.
- مراقبة النمو الحركي والتأكد من المشي السليم.
-
الرعاية اللاحقة والتأهيل
المضاعفات المحتملة
- نخر رأس عظمة الفخذ بسبب ضعف التروية الدموية.
- تكرار الخلع عند عدم تثبيت المفصل بشكل جيد.
- قصر أحد الساقين نتيجة لتطور غير متوازن.
طرق الوقاية والوعي الأسري
- الالتزام بفحص المواليد الجدد فور الولادة.
- الابتعاد عن التقميط التقليدي الذي يضغط على الوركين.
- التثقيف المستمر للأهل بشأن العلامات المبكرة.
خلع مفصل الفخذ الولادي ليس مجرد حالة طبية عابرة، بل هو اختبار حقيقي لوعي الأسرة وسرعة استجابتها، حيث أن التشخيص المبكر والعلاج الفعال هما خط الدفاع الأول لوقاية الطفل من الإعاقة الحركية وبينما تتطور وسائل العلاج، يبقى الأهم هو نشر الوعي الصحي، وتوفير الدعم اللازم للأسر، وتعزيز برامج الفحص المبكر على مستوى المجتمعات.
وفي نهاية المقال؛ يعد الدكتور ياسر رضا من الأسماء البارزة في مجال جراحة العظام وعلاج تشوهات الأطفال الخلقية، خاصة خلع مفصل الفخذ الولادي بخبرته الواسعة ونهجه الدقيق في التشخيص والعلاج، ساهم في تحسين جودة حياة مئات الأطفال، من خلال التدخل المبكر الذي يضمن نتائج ممتازة على المدى الطويل.