لين العظام عند الأطفال: الأسباب والأعراض والعلاج

قم بتقييم الموضوع post

لين العظام عند الأطفال يعد من الأمراض الشائعة التي تؤثر على صحة الهيكل العظمي للأطفال في مراحل النمو الأولى، ويصنف ضمن اضطرابات العظام الناتجة في معظم الأحيان عن نقص فيتامين (د)، أو الكالسيوم، أو الفوسفور، وهي عناصر أساسية لبناء العظام وتصلبها ويحدث هذا الاضطراب عادة في السنوات الأولى من عمر الطفل، حيث يكون الجسم في طور التكوين وتكون العظام في حاجة ماسة إلى العناصر المغذية التي تضمن لها القوة والاستقامة ورغم أن الكثيرين يعتقدون أن لين العظام عند الأطفال لم يعد شائعًا في العصر الحديث، إلا أن الأطباء يؤكدون أن هذا المرض لا يزال يظهر لدى شرائح كبيرة من الأطفال، خصوصًا في المناطق التي يقل فيها التعرض لأشعة الشمس أو تسود فيها عادات غذائية غير متوازنة.

وتكمن خطورة مرض لين العظام عند الأطفال في أن أعراضه لا تظهر بوضوح في المراحل الأولى، ما يجعل التشخيص المتأخر سببًا في تطور الحالة نحو مراحل أكثر تعقيدًا، تشمل تقوس الأطراف وتأخر المشي وتشوه القوام العام للطفل ولأن العظام اللينة تفقد قدرتها على حمل وزن الجسم، فإن الطفل المصاب غالبًا ما يعاني من ضعف في الحركة وإرهاق مستمر، إلى جانب آلام متفرقة في المفاصل والعضلات لذلك، فإن معرفة أسباب لين العظام عند الأطفال وأبرز علاماته يعد أمرًا بالغ الأهمية لكل الأمهات والآباء، لا سيما في السنوات الأولى التي تبنى فيها قواعد الصحة الجسدية والعضلية للطفل في هذا المقال، نسلط الضوء على الجوانب المتعددة لهذا المرض، بدءًا من أسبابه وأنواعه، مرورًا بأعراضه وطرق تشخيصه، وصولًا إلى علاج لين العظام عند الأطفال والوقاية منه بأساليب علمية موثوقة.

محتويات الموضوع

ما هو لين العظام عند الأطفال؟

لين العظام عند الأطفال هو حالة طبية تعرف بضعف أو تلين في بنية العظام، نتيجة خلل في عملية التمعدن الطبيعي للأنسجة العظمية، وغالبًا ما يؤدي هذا الخلل إلى نقص حاد في فيتامين “د”، أو الكالسيوم، أو الفوسفور، وهي العناصر الأساسية المسؤولة عن بناء عظام قوية وصلبة ويحدث هذا الاضطراب عادة خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، وهي المرحلة التي تكون فيها العظام في طور النمو والتشكل، ما يجعل تأثير المرض أكثر خطورة ويؤدي إلى تشوهات واضحة في الهيكل العظمي وتأخر في النمو الحركي والجسدي.

يتسبب لين العظام في جعل العظام أقل صلابة، وأكثر مرونة من الوضع الطبيعي، ما يجعلها عرضة للتقوس والانحناء تحت تأثير الوزن أو الحركة، ويلاحظ ذلك بوضوح في الساقين والذراعين والعمود الفقري وغالبًا ما يخلط بين لين العظام والكساح، إلا أن المصطلحين يختلفان قليلًا من حيث الطبيعة: فالكساح يستخدم غالبًا للإشارة إلى لين العظام الناتج عن نقص فيتامين “د” عند الأطفال بشكل خاص، بينما يشمل مصطلح “لين العظام” كل الحالات التي تنطوي على تراجع في صلابة العظام بسبب نقص العناصر المعدنية، سواء عند الأطفال أو البالغين.

إن هذه الحالة المرضية لا تؤثر على الهيكل العظمي فقط، بل قد تنعكس أيضًا على النمو العصبي والحركي للطفل، فقد تظهر أعراض مثل ضعف العضلات، وتأخر في الجلوس أو المشي، وأحيانًا إصابات متكررة نتيجة الهشاشة ويعتبر لين العظام مرضًا يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة إذا تم تشخيصه في مراحله المبكرة، وعولج عبر التغذية السليمة والمكملات الضرورية تحت إشراف طبي متخصص، إضافة إلى أهمية التعرض المنتظم لأشعة الشمس كمصدر رئيسي لفيتامين “د”، مما يعزز امتصاص الكالسيوم ويقوي بنية العظام من الداخل.

ما هو لين العظام عند الأطفال؟
ما هو لين العظام عند الأطفال؟

الأسباب الرئيسية وراء لين العظام عند الأطفال

يعزى لين العظام عند الأطفال إلى عدة عوامل مترابطة، تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على قدرة الجسم على بناء عظام قوية، صلبة، ومتماسكة، وتتمثل أبرز هذه الأسباب فيما يلي:

1. نقص فيتامين “د” (Vitamin D Deficiency)

  • يعتبر النقص في فيتامين “د” السبب الأكثر شيوعًا وراء الإصابة بلين العظام عند الأطفال، حيث يلعب هذا الفيتامين دورًا حيويًا في تنظيم امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، وهما عنصران ضروريان لبناء العظام.
  • عند نقص فيتامين “د”، يقل امتصاص الكالسيوم، ما يؤدي إلى انخفاض تركيزه في الدم.
  • هذا النقص يدفع الجسم إلى سحب الكالسيوم من العظام لتعويض النقص في الدم، مما يُضعف بنية العظام.
  • الأطفال الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافي، أو الذين يعانون من سوء تغذية، معرضون بشكل كبير لنقص هذا الفيتامين.

 

2. سوء التغذية ونقص الكالسيوم

  • الأنظمة الغذائية الفقيرة بالكالسيوم والفوسفور تعد سببًا آخرًا رئيسيًا في لين العظام، فالعظام تنمو وتتطور اعتمادًا على وفرة هذه المعادن.
  • تناول حليب غير مدعم، أو حميات نباتية صارمة دون مكملات، يمكن أن تسبب نقصًا حادًا في الكالسيوم.
  • الأطفال الذين لا يتناولون كميات كافية من منتجات الألبان أو الخضروات الورقية هم الأكثر عرضة لهذا النقص.
  • نقص الكالسيوم لا يؤدي فقط إلى ضعف العظام، بل إلى تقلصات عضلية وأعراض عصبية خطيرة أيضًا.

 

3. الرضاعة الطبيعية دون دعم غذائي

  • على الرغم من فوائد الرضاعة الطبيعية، فإن حليب الأم وحده قد لا يكون كافيًا لتزويد الطفل بجميع احتياجاته من فيتامين “د”، خاصة إذا لم تحصل الأم على مكملات مناسبة خلال فترة الحمل والرضاعة.
  • يوصى دائمًا بإعطاء مكملات فيتامين “د” للرضع الذين يتغذون فقط على حليب الأم، بدءًا من الأيام الأولى بعد الولادة.
  • في حالات الرضاعة غير الكافية أو التغذية التكميلية غير المتوازنة، ترتفع مخاطر الإصابة باللين العظمي.

 

4. أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص

  • بعض الأطفال يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي تؤثر على امتصاص الفيتامينات والمعادن، حتى في حال تناولهم نظامًا غذائيًا جيدًا.
  • مثل هذه الحالات تشمل: مرض السيلياك (حساسية الغلوتين)، والتليف الكيسي، والتهاب الأمعاء المزمن.
  • يؤدي سوء الامتصاص إلى نقص مزمن في الكالسيوم، الفوسفور، أو فيتامين “د”، مما يسبب ضعفًا في الهيكل العظمي.

 

5. أمراض الكبد أو الكلى

  • الكبد والكلى يلعبان دورًا محوريًا في تحويل فيتامين “د” إلى شكله النشط، اللازم لامتصاص الكالسيوم.
  • في حالة أمراض الكبد المزمنة أو الفشل الكلوي، تتعطل هذه العملية الحيوية.
  • الأطفال المصابون بهذه الأمراض يحتاجون إلى علاج دوائي خاص ومكملات فيتامين “د” بجرعات دقيقة حسب الحالة.

 

6. الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة

  • الرضع المولودون قبل الأوان أو الذين يعانون من نقص الوزن قد لا يحصلون على كميات كافية من الفيتامينات والمعادن الأساسية خلال فترة الحمل.
  • هؤلاء الأطفال يحتاجون غالبًا إلى مراقبة دقيقة، وتغذية مدعمة، ومكملات غذائية منتظمة لتعويض ما فاتهم داخل الرحم.

 

7. نقص التعرض لأشعة الشمس

  • فيتامين “د” يتكون بشكل طبيعي في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس، وتعد قلة التعرض لهذه الأشعة سببًا مباشرًا في انخفاض مستويات هذا الفيتامين في الجسم.
  • الأطفال الذين يعيشون في مناطق باردة، أو الذين يغطى جسمهم بالكامل، أو لا يخرجون من المنزل كثيرًا، هم أكثر عرضة.
  • كذلك الأطفال من ذوي البشرة الداكنة يحتاجون لفترات أطول من التعرض للشمس لإنتاج نفس الكمية من فيتامين “د”.

 

8. عوامل وراثية وأسباب نادرة

  • في بعض الحالات، يكون لين العظام ناتجًا عن اضطرابات وراثية نادرة تؤثر على تكوين العظام أو امتصاص المعادن.
  • من هذه الاضطرابات: الكساح المقاوم لفيتامين “د”، والذي لا يستجيب للعلاج التقليدي.
  • يتطلب هذا النوع فحوصات متخصصة وخطط علاج معقدة يشرف عليها أطباء الغدد الصماء وأطباء العظام.

 

9. استخدام بعض الأدوية

  • بعض الأدوية تؤثر سلبًا على عملية تمعدن العظام، خاصة إذا استخدمت لفترات طويلة.
  • أبرز هذه الأدوية: الكورتيزونات، مضادات الاختلاج، وبعض أدوية الضغط والقلب.
  • يجب مراقبة الأطفال الذين يحتاجون لهذه الأدوية بشكل دوري لمنع ظهور علامات لين العظام لديهم.
السبب الرئيسي التأثير المباشر على العظام
نقص فيتامين “د” يقلل امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء.
نقص الكالسيوم والفوسفور يؤدي إلى ضعف بنية العظام وتليّنها.
الرضاعة الطبيعية فقط بدون دعم عدم كفاية الفيتامينات والمعادن في الحليب وحده.
أمراض الجهاز الهضمي تمنع امتصاص المغذيات من الطعام.
أمراض الكبد والكلى تعطل تحويل فيتامين “د” إلى شكله الفعّال.
الولادة المبكرة نقص المغذيات الأساسية المكتسبة داخل الرحم.
قلة التعرض لأشعة الشمس انخفاض تصنيع فيتامين “د” الجلدي.
اضطرابات وراثية نادرة خلل في الاستجابة للعلاج التقليدي أو التمثيل الغذائي.
استخدام أدوية معينة تؤثر على عملية التمعدن وتكوين العظام.

الأعراض الشائعة والمبكرة لمرض لين العظام عند الأطفال

تعد الأعراض التي يظهرها الطفل المصاب بلين العظام هي المفتاح الأساسي لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة، وهي غالبًا ما تكون واضحة في مظهر الطفل الجسدي وسلوكه الحركي والنفسي، وتتفاوت حدة الأعراض بحسب درجة النقص في العناصر الضرورية كالكالسيوم وفيتامين “د”، إضافة إلى العمر الزمني للطفل ومدى تطور المرض لديه، وفيما يلي أبرز الأعراض التي قد يلاحظها الأهل والأطباء:

1. تشوهات في الهيكل العظمي

من أبرز العلامات التي تدق ناقوس الخطر عند الأطفال المصابين بلين العظام، هي التغيرات الظاهرة في شكل العظام والمفاصل، حيث تظهر تشوهات هيكلية متدرجة بمرور الوقت:

  • تقوس الساقين: يظهر بشكل واضح عند بدء الطفل المشي، فتبدو الساقان منحنيتين للداخل أو الخارج بشكل غير طبيعي.
  • تفلطح الرأس: خاصة عند الرضع، يظهر الرأس مسطحًا من جهة الخلف أو أحد الجانبين.
  • بروز في عظام الصدر: يسمى أحيانًا بـ”صدر الحمامة”، حيث تبرز عظام الصدر إلى الأمام.
  • بروز أو تضخم في مفاصل الرسغ والكاحل: يمكن ملاحظته باللمس أو الرؤية، ويعود إلى نمو غير طبيعي للعظام في هذه المناطق.
  • تشوهات في العمود الفقري: مثل الانحناءات الجانبية أو الخلفية المفرطة التي قد تؤثر على قوام الطفل وطوله.

 

2. تأخر في النمو الحركي والعصبي

نظرًا لضعف بنية العظام والعضلات، يتأخر الطفل المصاب بلين العظام في تحقيق مراحل النمو الحركي مقارنة بأقرانه:

  • تأخر في الجلوس أو الزحف أو الوقوف أو المشي.
  • ضعف في قوة القبض على الأشياء أو رفع الرأس بثبات.
  • بطء واضح في تطور المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة.

 

3. آلام في العظام والمفاصل

يشكو الأطفال من آلام مزمنة أو متقطعة، خاصة في الأطراف السفلية أو الظهر أو العمود الفقري:

  • قد يظهر الطفل انزعاجًا أثناء الوقوف أو المشي.
  • يلاحظ الأهل رفض الطفل للمشي أو اللعب أو حتى لمس مناطق معينة من جسده.
  • الألم يزداد ليلًا أو عند الحركة المفاجئة أو أثناء حمل الطفل.

 

4. ليونة مفرطة في العضلات والمفاصل

يصاب الطفل بما يعرف بـ”ضعف التوتر العضلي”، ما يجعل حركته غير مستقرة ومتراخية:

  • يظهر عليه ارتخاء عام في الأطراف.
  • يعاني من صعوبة في الحفاظ على توازن جسده.
  • المفاصل تكون مرنة بشكل مفرط، ويُلاحظ انثناءها بسهولة دون مقاومة.

 

5. سهولة التعرض للكسور

بسبب هشاشة العظام، تصبح قابلة للكسر حتى في حال التعرض لصدمة خفيفة أو سقوط بسيط:

  • الكسور المتكررة أو الغريبة في أماكن غير معتادة تكون مؤشرًا طبيًا مهمًا.
  • تأخر التئام الكسور بعد الإصابة مقارنة بالوضع الطبيعي.

 

6. التهيج وقلة النوم وضعف الشهية

بعض الأعراض غير الجسدية قد تكون أيضًا مؤشرًا خفيًا على لين العظام:

  • نوبات بكاء متكررة دون سبب واضح، خاصة أثناء تحريك الأطراف.
  • اضطرابات في النوم بسبب الألم الليلي.
  • فقدان الشهية وضعف الرغبة في تناول الطعام أو الرضاعة.

 

7. مشكلات في نمو الأسنان

من العلامات المبكرة التي تدل على اضطراب تمعدن العظام هو التأخر في نمو الأسنان أو ظهورها بشكل غير طبيعي:

  • تأخر ظهور الأسنان اللبنية.
  • ضعف في تكوين المينا، مما يجعل الأسنان عرضة للتسوس السريع.
  • زيادة الفراغات بين الأسنان وخلل في اصطفافها.

 

8. تشنجات عضلية أو رعشة

في حالات النقص الحاد في الكالسيوم، قد تظهر تشنجات عضلية لا إرادية أو نوبات من الرعشة في اليدين أو القدمين:

  • تعتبر من الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً طبيًا سريعًا.
  • ترتبط هذه الأعراض بخلل في التوصيل العصبي نتيجة انخفاض الكالسيوم في الدم.

 

9. علامات جلدية أو ضعف في المناعة

رغم ندرتها، قد تظهر بعض الأعراض الجلدية مثل الجفاف، أو تساقط الشعر، إضافةً إلى تكرار العدوى التنفسية أو الهضمية نتيجة ضعف المناعة عند الأطفال المصابين:

  • في بعض الحالات، يكون الجسم عاجزًا عن مقاومة الالتهابات البسيطة.
  • تترافق العدوى المزمنة مع تأخر في الشفاء أو الحاجة المتكررة للعلاج بالمضادات الحيوية.
الأعراض الشائعة والمبكرة لمرض لين العظام عند الأطفال
الأعراض الشائعة والمبكرة لمرض لين العظام عند الأطفال

مقارنة بين الأطفال الأصحاء والمصابين بلين العظام

المؤشر الطفل السليم الطفل المصاب بلين العظام
مشي الطفل يبدأ في عمر 10-15 شهرًا تأخر واضح، وقد لا يمشي قبل عمر سنتين
شكل الساقين مستقيمة بعد المشي تقوس شديد إلى الداخل أو الخارج
كثافة العظام طبيعية وصلبة رخوة وهشة وسريعة الكسر
آلام العظام نادرة أو غير ملحوظة دائمة، خاصة في الليل
نمو الأسنان منتظم ومكتمل حسب العمر تأخر واضح في الظهور والنمو

تشخيص لين العظام عند الأطفال قبل بدء العلاج

تشخيص لين العظام عند الأطفال يعد خطوة بالغة الأهمية لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تترك أثرًا دائمًا على نمو الطفل وتكوينه الهيكلي، ويحتاج الأطباء إلى مزيج من الفحص السريري والتحاليل المعملية والاختبارات التصويرية، لتكوين صورة شاملة عن حالة العظام، أسباب الضعف، ومدى تطور الحالة، ومعرفة ما إذا كانت ناجمة عن نقص فيتامين د، الكالسيوم، اضطرابات الامتصاص، أو حالات وراثية نادرة، وفيما يلي أهم خطوات التشخيص المعتمدة طبيًا:

أولًا: الفحص الإكلينيكي والتاريخ المرضي

يبدأ التشخيص عادة بجلسة تقييم شاملة مع الطبيب، تشمل طرح الأسئلة التالية:

  • هل يعاني الطفل من ألم في العظام أو العضلات؟
  • هل تأخر في المشي أو الحبو أو ظهرت عليه علامات تقوس في الأطراف؟
  • هل هناك تاريخ عائلي للإصابة بـ الكساح أو أمراض التمثيل الغذائي؟
  • ما طبيعة غذائه؟ وهل يتناول ما يكفي من الحليب أو الأغذية المدعمة؟
  • كم عدد ساعات تعرضه اليومي لأشعة الشمس؟
  • هل الطفل خديج أو منخفض الوزن عند الولادة؟

ثم يقوم الطبيب بفحص الطفل بدنيًا، باحثًا عن علامات مميزة، مثل:

  • تقوس الساقين أو تقعر العمود الفقري
  • تضخم في مفاصل الرسغ أو الكاحل
  • تسطح الرأس أو بروز عظام القفص الصدري
  • تأخر في بزوغ الأسنان أو ضعف في نمو الطول الطبيعي

 

ثانيًا: تحليل الدم الشامل

من الأدوات الأساسية لتشخيص لين العظام عند الأطفال:

1. مستوى فيتامين د (25-Hydroxy Vitamin D):

  • القيمة المرجعية الطبيعية: بين 30 إلى 100 نانوجرام/مل.
  • إذا كان المستوى أقل من 20 نانوجرام/مل، تعتبر حالة نقص مؤكد تسبب الكساح.

2. الكالسيوم الكلي وأيونات الكالسيوم الحرة:

  • النقص في الكالسيوم يعد علامة مهمة، وقد يكون سببه قلة فيتامين د أو اضطراب امتصاص.

3. مستوى الفوسفور في الدم:

  • ينخفض غالبًا مع الكساح الناتج عن نقص فيتامين د.

4. إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP):

  • يعد أحد أهم مؤشرات النشاط العظمي، ويكون مرتفعًا بشكل واضح عند الأطفال المصابين.

5. الباراثورمون (PTH):

  • يرتفع عند نقص الكالسيوم لتعويضه من العظام، وارتفاعه إشارة لحالة استقلابية تحتاج للتقييم العلاجي.

ثالثًا: تحليل البول

  • يتم فحص نسبة الكالسيوم والفوسفور في البول لمعرفة مدى فقد الجسم لهذه المعادن.
  • كما يستخدم اختبار الكرياتينين والكالسيوم في البول لتقييم امتصاص الكالسيوم.

 

رابعًا: الأشعة السينية (X-Ray)

تعتبر الأشعة أحد أهم وسائل التشخيص الدقيقة لحالة لين العظام، خصوصًا في مراحلها المتوسطة والمتقدمة:

  • تظهر صور الأطراف (المعصم، الساق، الركبة) تغيرات واضحة في مناطق النمو، خصوصًا في نهايات العظام الطويلة.
  • يلاحظ وجود توسع وتشوه في الغضاريف المشاشية، وضعف في التكلس، وتآكل بنية العظام.
  • يساعد هذا النوع من الأشعة في تقييم درجة التشوه وشدة الكساح، وتحديد الحاجة إلى تدخل جراحي لاحقًا.

 

خامسًا: الفحوصات المتقدمة عند الاشتباه بالحالات الوراثية

في حال لم تظهر التحاليل الروتينية نقصًا في الفيتامينات أو المعادن، ولكن ظهرت أعراض مشابهة للكساح، فقد يطلب الطبيب:

1. تحليل فيتامين د النشط (1,25-dihydroxy Vitamin D):

  • يستخدم لمعرفة ما إذا كان الكبد أو الكلى يعجزان عن تحويل الفيتامين إلى شكله الفعال.

2. اختبارات جينية متخصصة:

  • مثل تحليل الجينات المسؤولة عن الكساح المقاوم للفيتامين د (مثل طفرة جين PHEX).
  • تجرى في مراكز متخصصة لتأكيد وجود خلل جيني نادر يؤثر على امتصاص الفوسفور أو استجابة مستقبلات فيتامين د.

 

سادسًا: الفحوصات المساعدة (حسب الحالة)

  • الموجات فوق الصوتية للعظام أو الغدد الجار درقية، عند وجود تضخم غير مبرر أو أعراض غير نمطية.
  • قياس كثافة العظام (DEXA Scan) في حالات الكساح المزمن أو التقييم بعد العلاج.
  • اختبارات امتصاص الأمعاء في حال وجود أمراض هضمية مصاحبة.

خطوات مهمة قبل بدء العلاج:

  • استبعاد الأسباب المرضية الأخرى، مثل الفشل الكلوي، سوء الامتصاص، أو استخدام أدوية معينة تؤثر على العظام.
  • تقييم مستويات الهرمونات والعناصر الأخرى مثل المغنيسيوم، لأنه يؤثر على التوازن بين الكالسيوم والفيتامين د.
تشخيص لين العظام عند الأطفال
تشخيص لين العظام عند الأطفال

في النهاية؛ يؤكد دكتور ياسر رضا، استشاري جراحة العظام، أنه كلما تم تشخيص لين العظام عند الأطفال في مراحل مبكرة، زادت فرص تصحيح الخلل وتجنب التشوهات الدائمة في العظام، وتقل الحاجة إلى تدخلات جراحية لاحقة أو علاج طويل الأمد، وهو ما يؤكد أهمية المتابعة الدورية للأطفال عند طبيب الأطفال، خاصة في الحالات ذات الخطر المرتفع.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *