إحجز موعد الآن
خروج صابونة الركبة من مكانها: لماذا يحدث ومتى تحتاج لجراحة؟
يعد خروج صابونة الركبة من مكانها أو ما يعرف طبيًا باسم خلع الرضفة، أحد الإصابات الشائعة التي تصيب مفصل الركبة وتؤثر بشكل مباشر على جودة الحركة والاستقرار، خاصة بين فئة الشباب والرياضيين الذين يعتمدون على الأداء البدني المكثف؛ وتحدث هذه الإصابة عندما تنزلق الرضفة، وهي العظمة الصغيرة الموجودة في مقدمة الركبة، من مكانها الطبيعي داخل الأخدود الموجود في عظمة الفخذ، وغالبًا ما تتحرك نحو الجهة الخارجية للساق وتكمن خطورة هذه الإصابة في أنها تسبب ألمًا حادًا ومفاجئًا، يعقبه فقدان فوري للقدرة على تحريك الركبة أو ثنيها بشكل طبيعي، وقد يصاحب الحالة تورم سريع وشعور بعدم الاستقرار أو الخيانة في المفصل، مما يجعل المريض غير قادر على الوقوف أو المشي بصورة طبيعية؛ ويتجاوز أثر الإصابة مجرد الألم البدني، إذ تؤثر نفسيًا على المريض نتيجة القلق من تكرار الخلع أو الحاجة للتدخل الجراحي؛ ويعتبر فهم أسباب خروج صابونة الركبة من مكانها، والتعرف على أعراضه الدقيقة، والتوقيت المناسب للتدخل الجراحي، من الأمور الأساسية التي يجب أن يلم بها المريض والطبيب معًا للوصول إلى علاج فعال وسريع، يعيد للمفصل وظيفته الطبيعية ويمنع المضاعفات المستقبلية وفي هذا المقال نستعرض بشكل مفصل كل ما يتعلق بهذه الإصابة من الأسباب وحتى طرق العلاج، مع التأكيد على أهمية التشخيص المبكر والتعامل السليم معها.
محتويات الموضوع
ما هو خروج صابونة الركبة من مكانها؟
خروج صابونة الركبة من مكانها هو حالة يحدث فيها انزلاق للرضفة (صابونة الركبة) من موقعها الطبيعي في الأخدود الموجود على نهاية عظمة الفخذ غالبًا ما تتحرك الرضفة نحو الخارج، ما يسبب ألمًا شديدًا وفقدانًا فوريًا لوظيفة الركبة؛ وقد تكون هذه الإصابة مصحوبة بتمزق في الأربطة أو الغضاريف التي تثبت الرضفة في مكانها، وهو ما يستدعي تقييمًا دقيقًا من طبيب العظام لتحديد شدة الحالة.
لماذا يحدث خروج صابونة الركبة من مكانها؟
تحدث هذه الإصابة نتيجة مجموعة من العوامل، منها:
- الحركات العنيفة المفاجئة: كالدوران السريع أو القفز أثناء اللعب أو النشاط الرياضي.
- ضعف عضلات الفخذ: خصوصًا العضلات الداخلية التي تساعد على توجيه الرضفة في مسارها الصحيح.
- عيوب خلقية: مثل وجود تجويف ضحل للرضفة أو محاذاة غير طبيعية لعظام الساق والفخذ.
- سابق إصابة في نفس الركبة: الأشخاص الذين تعرضوا سابقًا لحالات خلع في الركبة هم أكثر عرضة لتكرار الحالة.
كل هذه العوامل تسهم في تسهيل خروج صابونة الركبة من مكانها، خاصة إذا ترافقت مع ضعف في الأربطة المُثبتة للرضفة.
أعراض خلع صابونة الركبة
عندما يحدث خروج صابونة الركبة من مكانها، تظهر على المريض مجموعة من الأعراض التي لا يمكن تجاهلها، منها:
- ألم شديد مفاجئ في مقدمة الركبة.
- انتفاخ واضح في الركبة خلال دقائق من الإصابة.
- تشوه ظاهر في موضع صابونة الركبة.
- عدم القدرة على ثني أو فرد الركبة.
- الشعور بأن الركبة غير ثابتة أو قابلة للانزلاق عند الوقوف.
وغالبًا ما يجبر المصاب على الجلوس فورًا بسبب الألم وفقدان التوازن، وهي علامة تحذيرية تؤكد حدوث الخلع.
متى تكون الجراحة ضرورية؟
ليست كل حالات خروج صابونة الركبة من مكانها تحتاج إلى تدخل جراحي؛ فالكثير من الحالات البسيطة يمكن علاجها تحفظيًا بالراحة والعلاج الطبيعي لكن هناك مؤشرات واضحة تجعل الجراحة ضرورية، منها:
- تكرار الخلع أكثر من مرة.
- وجود تمزق في الأربطة أو الغضروف المفصلي.
- عدم تحسّن الحالة بعد العلاج الطبيعي.
- تشوه في العظام أو الرضفة يستدعي تصحيحًا جراحيًا.
- استمرار الشعور بعدم الاستقرار في الركبة.
الجراحة تهدف إلى إعادة تثبيت صابونة الركبة في مكانها وتعزيز الأربطة التي تحافظ على ثباتها، ما يمنع تكرار الإصابة ويحسن وظيفة المفصل.
طرق علاج خروج صابونة الركبة من مكانها
يعتمد العلاج على مدى شدة الخلع وما إذا كان هناك تلف في الأنسجة المحيطة؛ ومن بين خيارات العلاج:
1. العلاج التحفظي
يستخدم في الحالات البسيطة ويشمل:
- تثبيت الركبة باستخدام جبيرة أو دعامة.
- الراحة وتجنب الأنشطة الشاقة.
- كمادات باردة لتخفيف التورم.
- تناول مضادات الالتهاب.
-
جلسات العلاج الطبيعي لتقوية العضلات المُثبتة للرضفة.
2. العلاج الجراحي
إذا لم تنجح الطرق التحفظية أو كان الخلع مصحوبًا بتمزقات، يتم اللجوء إلى الجراحة، ومن أشهر العمليات:
- إعادة بناء الرباط الرضفي الإنسي.
- تصحيح المحاذاة العظمية في حالة وجود تشوه.
- تنظيف المفصل من أي أنسجة تالفة.
الهدف الأساسي هو منع تكرار خروج صابونة الركبة من مكانها وتحقيق ثبات دائم للمفصل.
فترة التعافي بعد الجراحة
إذا تم إجراء جراحة لإصلاح خلع الرضفة، فإن فترة التعافي تختلف من شخص لآخر، لكنها تتراوح عادة بين 3 إلى 6 أشهر؛ تشمل هذه الفترة:
- الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي.
- تقوية عضلات الفخذ لتحسين الدعم.
- تجنب الضغط الزائد على الركبة في المراحل الأولى.
- استخدام دعامة أو عكازات حسب تعليمات الطبيب.
ما هي مضاعفات إهمال علاج الخلع؟
إهمال علاج خروج صابونة الركبة من مكانها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة والتي تتمثل في :
- تكرار الخلع بشكل مزمن.
- ضعف عضلي مزمن في الفخذ.
- التهاب المفصل التنكسي بمرور الوقت.
- خشونة مبكرة في الركبة.
- صعوبة دائمة في المشي أو ممارسة الرياضة.
لذلك لا يجب أبدًا تجاهل هذه الإصابة، وينصح بمراجعة طبيب عظام متخصص فور حدوثها لتجنب هذه العواقب طويلة الأمد.
نصائح للوقاية من تكرار خروج صابونة الركبة
حتى بعد العلاج يجب اتباع بعض الإجراءات للوقاية من تكرار الإصابة:
- الانتظام في تمارين تقوية عضلات الفخذ الداخلية والخارجية.
- تجنب الحركات العنيفة دون تدفئة مناسبة.
- استخدام دعامة ركبة أثناء التمارين في حال كانت هناك إصابة سابقة.
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على مفصل الركبة.
- اتباع تعليمات الطبيب المعالج بدقة خلال فترة التأهيل.
خروج صابونة الركبة من مكانها حالة طبية شائعة لكنها تحتاج إلى تعامل جاد وسريع تبدأ رحلة العلاج بالتشخيص الدقيق، مرورًا بالعلاج التحفظي أو الجراحي، وصولًا إلى التأهيل الكامل وتظل الوقاية والمتابعة الطبية المنتظمة هما المفتاح الأساسي لتفادي تكرار الإصابة وضمان سلامة مفصل الركبة.
إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة أو سبق وتعرضت لحالة خلع في الركبة، فلا تتردد في مراجعة طبيب العظام، فالتدخل المبكر هو الضمان الحقيقي للحفاظ على صحتك وجودة حيات
