إحجز موعد الآن

كيف يمكن التفريق بين تقوس الساقين الطبيعي وتقوس الساقين المرضي؟
لا يعلم الكثير كيفية التفريق بين تقوس الساقين الطبيعي وتقوس الساقين المرضي وخلال السطور القادمة سنعرض التفاصيل الكاملة مع دكتور ياسر رضا، حيث يعد تقوس الساقين من الظواهر الشائعة في مراحل النمو الأولى لدى الأطفال، وغالبًا ما يكون طبيعيًا ويزول تلقائيًا مع التقدم في العمر دون الحاجة إلى تدخل طبي، ففي بعض الحالات، يظهر انحناء خفيف في الساقين عند الوقوف نتيجة لطبيعة النمو العظمي في هذه المرحلة، وهو أمر لا يدعو للقلق طالما لا يرافقه ألم أو صعوبة في المشي هذا النوع يعرف بالتقوس الفسيولوجي، ويختفي عادة مع بلوغ الطفل سن الثالثة إلى الرابعة.
أما في الحالات التي يستمر فيها التقوس بعد سن الطفولة أو يظهر بشكل ملحوظ عند المراهقين والبالغين، فقد يشير ذلك إلى تقوس مرضي يحتاج إلى تقييم طبي دقيق، حيث أن التقوس المرضي قد ينتج عن مشكلات في تطور العظام، أو نقص فيتامينات مثل فيتامين (د)، أو بسبب أمراض وراثية أو إصابات سابقة في الركبة أو الساق، ويتميز هذا النوع بزيادة ملحوظة في درجة الانحناء، وغالبًا ما يصاحبه ألم أو تغير في نمط المشي، مما يستدعي التدخل العلاجي حسب طبيعة الحالة، وتصنف هذه الحالة إلى نوعين أساسيين:
- تقوس خارجي (Genu Varum): الركبتان بعيدتان والكاحلان قريبان.
- تقوس داخلي (Genu Valgum): الركبتان تقتربان والكاحلان يتباعدان.

حالات تقوس الساقين
محتويات الموضوع
التقوس الطبيعي للساقين
التقوس الطبيعي هو جزء من تطور ونمو الطفل، ويحدث غالبًا بسبب وضعية الجنين في الرحم. غالبًا ما يكون التقوس الخارجي واضحًا عند الولادة، ثم يبدأ في التراجع تلقائيًا مع مرور الوقت دون الحاجة لأي تدخل طبي.
- متى يحدث؟
يظهر التقوس الطبيعي غالبًا في الأشهر الأولى بعد الولادة. - يتحسن تدريجيًا عند عمر 18 إلى 36 شهرًا.
- في سن 4 إلى 7 سنوات، تكون الساقان في وضع طبيعي نسبيًا.
- الأسباب
النمو الطبيعي لعظام الفخذ والساق. - قلة الضغط الطبيعي على المفاصل عند الرضع.
- شكل الوضع داخل الرحم.
- متى يعد طبيعيًا؟
إذا كان التقوس في الساقين متساويًا. - إذا لم يسبب ألماً أو مشاكل في المشي.
- إذا كان يتحسن تدريجيًا.
تقوس الساقين المرضي
تقوس الساقين المرضي هو حالة يحدث فيها انحناء غير طبيعي في استقامة عظام الساقين (الفخذ والساق)، بحيث لا تكون الساقان في وضع مستقيم عند الوقوف، ويكون الانحراف واضحًا بدرجة تؤثر على شكل المشي أو تسبب أعراضًا مزعجة مثل الألم أو الإرهاق في المفاصل.
متى يعتبر مرضيًا؟
يصنف تقوس الساقين كـ”مرضي” إذا:
- استمر بعد عمر 3 سنوات.
- ازداد سوءًا بمرور الوقت.
- تسبب في ألم أو خلل في المشي.
- ظهر في ساق واحدة فقط.
- صاحبه تأخر في النمو أو اضطرابات أخرى.
ما الذي يسبب تقوس الساقين المرضي؟
يعد تقوس الساقين من الحالات التي يمكن أن تظهر في مراحل عمرية مختلفة، لكنها أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة المبكرة، وتحدث هذه الحالة نتيجة مجموعة من الأسباب التي تتراوح بين الفسيولوجية الطبيعية والمرضية الخطيرة، لذلك، فإن فهم الأسباب المحتملة أمر ضروري لاتخاذ القرار العلاجي المناسب، فيما يلي أهم المسببات المعروفة:
1. مرض بلونت (Blount’s Disease)
يصنف مرض بلونت كواحد من أكثر الأسباب شيوعًا وراء تقوس الساقين المرضي، خاصة بين الأطفال الذين يبدأون المشي في سن مبكرة، أو الأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن، حيث يتمثل هذا المرض في خلل في النمو الموجودة عند طرف العظم بالقرب من الركبة، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو في الجهة الداخلية من الساق مقارنة بالجهة الخارجية، وبالتالي تظهر الساق بشكل مقوس نحو الخارج، وقد يتفاقم هذا الانحناء مع الوقت إذا لم يتم اكتشافه مبكرًا ويعالج بشكل مناسب، إما من خلال المتابعة أو التدخل الجراحي في بعض الحالات.
2. الكساح (Rickets)
يعد الكساح من أبرز الأسباب الغذائية وراء تقوس الساقين عند الأطفال، وينتج غالبًا عن نقص حاد في فيتامين د، المسؤول عن امتصاص الكالسيوم والفوسفور الضروريين لتكوين العظام، وتصبح العظام اللينة أكثر عرضة للتقوس والتشوه تحت تأثير وزن الجسم،
حيث يلاحظ الكساح عادة لدى الأطفال الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافي، أو يعتمدون على الرضاعة الطبيعية دون الحصول على مكملات فيتامين د، وقد يحدث أيضًا بسبب اضطرابات وراثية تمنع الجسم من امتصاص هذا الفيتامين بشكل صحيح، وعلاج هذه الحالة يعتمد على تعويض الفيتامينات والمعادن المفقودة، إلى جانب الرعاية المستمرة.
3. الركبة الفسيولوجية المقوسة (Physiologic Genu Varum)
لا يعتبر كل تقوس في الساقين مؤشرًا على مرض، ففي بعض الحالات، يكون الأمر مجرد تقوس الساقين الطبيعي، وهو ما يظهر لدى الأطفال دون سن الثانية كنتيجة لوضعية الجنين داخل الرحم، هذا النوع لا يصاحبه ألم ولا يؤثر على حركة الطفل، ويبدأ بالتحسن تلقائيًا مع نمو الطفل، خصوصًا من عمر 18 شهرًا وحتى الأربع سنوات، في حال استمر التقوس بعد هذا العمر دون علامات تحسن، أو لاحظ الأهل تفاقمًا في درجة الانحناء، يصبح من الضروري تقييم الحالة للتأكد من أنها ليست مرضية.
4. الكسور غير الملتئمة بشكل سليم
عندما يتعرض الطفل أو المراهق لكسر في الساق، وقد لا يتم معالجته بشكل مناسب أو يتم اهماله، فإن العظم قد يلتئم بصورة غير متوازنة، هذا الخلل في الالتئام قد يؤدي إلى انحراف واضح في شكل الساق، يتطور بمرور الوقت إلى تقوس مرضي دائم، وقد يسبب خللًا في نمط المشي أو ضغطًا إضافيًا على المفاصل.
5. عوامل وراثية وبيئية
في بعض الحالات، لا يمكن ربط التقوس بمرض محدد، بل يكون مرتبطًا بعوامل وراثية تتسبب في نمو العظام بشكل غير متناسق، وقد تلعب الظروف البيئية وسوء التغذية دورًا مهمًا، خاصة في المجتمعات التي لا يحصل فيها الأطفال على التغذية المتوازنة أو لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافي.

كيف يمكن التفريق بين تقوس الساقين الطبيعي وتقوس الساقين المرضي؟
| العامل | التقوس الطبيعي | التقوس المرضي |
|---|---|---|
| العمر | يظهر منذ الولادة ويتلاشى بعمر 2-3 | يظهر بعد عمر 3 سنوات أو يستمر بعده |
| شدة الانحناء | خفيف ومتساوي | واضح وغير متساوي في بعض الأحيان |
| الأعراض المصاحبة | لا توجد أعراض | ألم، عرج، تغير في المشي |
| التحسن مع النمو | يتحسن تلقائيًا | لا يتحسن أو يزداد سوءًا |
| الحاجة للعلاج | لا يتطلب علاجًا | يتطلب تدخلًا طبيًا أو جراحيًا أحيانًا |
متى يستدعي القلق عند اكتشاف تقوس الساقين؟
إذا استمر تقوس الساقين بعد عمر الرابعة، أو كان مصحوبًا بأعراض مثل الألم، صعوبة في المشي، تفاوت واضح بين الساقين، أو وجود تاريخ عائلي لحالات مشابهة، فهنا ينصح بشدة بمراجعة طبيب مختص في جراحة العظام، لأن استمرار هذه الحالة قد يكون مؤشراً على وجود خلل في تطور العظام أو اضطرابات في التمثيل الغذائي مثل نقص فيتامين (د) أو مرض الكساح، كما أن إهمال هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة مع مرور الوقت، مما يسبب تغيرات دائمة في بنية الساقين، واضطرابات في حركة الطفل، بل وقد يؤثر على المفاصل مستقبلاً مثل الركبة أو الحوض، مما ينعكس سلبًا على جودة حياته.
لذلك فإن الاكتشاف المبكر لا يوفر فقط فرصة أكبر للعلاج المحافظ مثل التمارين العلاجية أو استخدام الدعامات، بل يقلل أيضًا من احتمالية الحاجة إلى تدخلات جراحية لاحقًا، إضافة إلى ذلك، من المهم أن يحرص الأهل على مراقبة نمو الطفل بشكل مستمر، والانتباه لأي تغيرات في طريقة مشيه أو وقوفه، وعدم التردد في طلب الاستشارة الطبية حتى في الحالات التي تبدو بسيطة، فالعلاج المبكر والسليم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تصحيح المشكلة، ويمنح الطفل فرصة للنمو الطبيعي والصحي دون عوائق جسدية.

طرق تشخيص التقوس
1. الفحص السريري
يبدأ الطبيب بتقييم وضع الساقين أثناء الوقوف والمشي، وتحليل التاريخ الطبي ونمط النمو.
2. الأشعة السينية
تُستخدم لتحديد درجة التقوس ومعرفة ما إذا كانت المشكلة في العظم أم في صفيحة النمو.
3. تحاليل الدم
مفيدة لاكتشاف الكساح أو نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية.
4. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يستخدم في بعض الحالات لتحديد مدى تأثر المفاصل والأنسجة المحيطة.
علاج تقوس الساقين؟
يختلف علاج تقوس الساقين حسب السبب الرئيسي للحالة، وعمر المريض، ومدى شدة الانحناء، وغالبًا يجمع العلاج بين الوسائل الدوائية، والدعائم الطبية، وأحيانًا الجراحة، مع ضرورة المتابعة المستمرة لضمان تطور إيجابي في شكل الساقين ووظيفتهما.
1. العلاج الغذائي والمكملات
في الحالات التي يكون فيها السبب وراء تقوس الساقين ناتجًا عن الكساح بسبب نقص فيتامين د، يعتمد في العلاج على تناول مكملات فيتامين د، إلى جانب نظام غذائي متوازن وغني بالكالسيوم والفوسفور، حيث يهدف هذا العلاج إلى تقوية العظام ومنع المزيد من التشوهات، كما يساهم في إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي تدريجيًا لدى الأطفال في مراحل النمو المبكرة.
2. الدعامات والجبائر
بالنسبة للأطفال المصابين بـ مرض بلونت، وخصوصًا في مراحله المبكرة، يتم استخدام الدعامات أو الجبائر الطبية الخاصة لتوجيه نمو الساقين نحو وضع أكثر استقامة، تستخدم هذه الوسائل غير الجراحية في الحالات التي يكون فيها النمو لا يزال نشطًا، وتعطي نتائج فعالة عند الالتزام بها، خاصة إذا تم تطبيقها قبل سن الرابعة، ومع ذلك، إذا لم يحدث تحسن واضح في شكل الساقين، فقد يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأنسب.
3. التدخل الجراحي
عندما يكون الانحناء شديدًا، أو لا يستجيب للعلاجات غير الجراحية، أو في حالة المرضى البالغين الذين توقف لديهم نمو العظام، تصبح الجراحة الخيار العلاجي الأمثل، وتشمل الجراحات المستخدمة لعلاج تقوس الساقين نوعين رئيسيين:
-
جراحة النمو الموجه (Guided Growth):
- تعد هذه الجراحة بسيطة نسبيًا وتجرى في العيادات الخارجية، كما يتم خلالها زرع صفيحة معدنية صغيرة أو مسمار في صفيحة النمو من الجهة التي ينمو فيها العظم بشكل أسرع، بهدف إبطاء هذا النمو، مما يسمح للجهة الأخرى بلحاقها تدريجيًا، ومع مرور الوقت، تعود الساق إلى وضعها المستقيم بشكل طبيعي.
-
جراحة قطع العظم (Osteotomy):
- تستخدم هذه الجراحة في الحالات الأكثر تعقيدًا، خاصة عندما لا يكون هناك نمو كافي في العظام لتطبيق النمو الموجه، حيث تتضمن العملية قطع العظم المنحني وإعادة وضعه في الاتجاه الصحيح، ثم تثبيته باستخدام صفائح ومسامير داخلية أو إطار خارجي، ورغم كونها أكثر تدخلاً، إلا أنها فعالة في تصحيح التشوه واستعادة التوازن في الساقين.
4. العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل
بعد الجراحة، وخاصة في حالات قطع العظم، يعد العلاج الطبيعي جزءًا أساسيًا من خطة التعافي، فهو يساعد على استعادة نطاق الحركة الطبيعي، وتحسين القوة العضلية، وتعزيز التوازن أثناء المشي، كما يسرع من استعادة المريض لحياته اليومية دون قيود.
مضاعفات إهمال التقوس المرضي
- ألم مزمن في الركبة أو المفاصل.
- تأثر استقامة العمود الفقري.
- اضطرابات في المشي.
- تلف المفاصل المبكر (خشونة الركبة).
- تأخر النمو البدني والنفسي لدى الأطفال.
وفي الختام، يؤكد الدكتور ياسر رضا استشاري جراحة العظام وتقويم تشوهات الأطراف، أن التمييز بين تقوس الساقين الطبيعي وتقوس الساقين المرضي لا يعتمد فقط على مظهر الساقين، بل يتطلب تقييمًا شاملاً يشمل عمر الطفل، وتاريخ الأعراض، ومدى تطور الحالة بمرور الوقت.


