تعرف على أنواع الرقعة الوترية في جراحة الرباط الصليبي

قم بتقييم الموضوع post

في عالم جراحات العظام تعد إصابة الرباط الصليبي الأمامي تحديًا لا يستهان به، خصوصًا حين يتعلق الأمر بإعادة بناء المفصل بشكل يمكن المريض من استعادة قوته وقدرته على الحركة؛ وهنا تبرز الرقعة الوترية كحل جراحي أساسي، لكنها ليست خيارًا واحدًا، بل مجموعة من البدائل، لكل منها خصائصه واستخداماته.

فما هي هذه الأنواع؟ كيف تختلف عن بعضها؟ وما الذي يحدد الرقعة الأنسب لكل حالة؟ في هذا المقال نسلط الضوء على التصنيفات المختلفة للرقع الوترية المستخدمة في جراحة الرباط الصليبي، ونتناول بالتفصيل مزاياها وعيوبها، إلى جانب توضيح أهمية التشخيص الدقيق والتخطيط السليم الذي يقدمه أفضل استشاري عظام لضمان أفضل نتائج ممكنة.

تعرف على أنواع الرقعة الوترية في جراحة الرباط الصليبي
تعرف على أنواع الرقعة الوترية في جراحة الرباط الصليبي

 ما المقصود بالرقعة الوترية؟

الرقعة الوترية هي نسيج بيولوجي يستخدم كبديل للرباط الصليبي الممزق خلال عملية إعادة البناء؛ وتهدف هذه الرقعة إلى توفير الثبات للركبة والسماح للمريض بالعودة إلى الأنشطة الطبيعية تدريجيًا؛ حيث يمكن أن تكون هذه الرقعة مستخلصة من جسم المريض نفسه، أو من متبرعين، أو في بعض الحالات من مواد صناعية.

أنواع الرقع الوترية في جراحة الرباط الصليبي

1. الرقعة الذاتية (Autograft)

هي الأكثر شيوعًا وتستخلص من أنسجة المريض نفسه؛ وتعتبر خيارًا ممتازًا بسبب قلة احتمالية الرفض المناعي وسرعة الاندماج مع الجسم؛ ومن أشهر أنواع الرقعة الذاتية:

أ- وتر الرضفة (Patellar Tendon)

  • يؤخذ من الوتر الذي يربط بين الرضفة وعظم الساق.
  • يشمل جزءًا عظميًا من كل طرف مما يسهل تثبيته في العظم.
  • يعتبر الخيار التقليدي والأكثر استخدامًا بين الرياضيين المحترفين.

المميزات:

  • قوة تحمل عالية.
  • تثبيت ممتاز في العظم بفضل القطع العظمية.

العيوب:

  • ألم في مقدمة الركبة بعد الجراحة.
  • احتمال حدوث التهاب في الوتر الرضفي.
  • لا ينصح به لمن يعانون من مشاكل مسبقة في الرضفة.

ب- أوتار العضلات الخلفية للفخذ (Hamstring Tendons)

  • يتم استخراجها من عضلتي نصف الوترية والنحيلة.
  • تلف الأوتار لتكوين رباط قوي.

المميزات:

  • ألم أقل في موقع الجراحة مقارنة بوتر الرضفة.
  • نسبة أقل من المضاعفات المتعلقة بالركبة الأمامية.

العيوب:

  • تثبيت أقل صلابة مقارنة بوتر الرضفة في البداية.
  • إمكانية ضعف بسيط في عضلات الفخذ الخلفية بعد العملية.

ج- وتر العضلة الرباعية (Quadriceps Tendon)

  • يستخرج من أعلى الرضفة، ويتضمن أحيانًا جزءًا عظميًا.
  • يستخدم أكثر في الحالات المعقدة أو عند فشل الجراحات السابقة.

المميزات:

  • سمك جيد للرقعة.
  • بديل مناسب لمن خضعوا لجراحات سابقة.

العيوب:

  • ندرة في استخدامه مقارنة بالخيارات الأخرى.
  • احتمال ألم في الجزء العلوي من الرضفة بعد العملية.

2. الرقعة من متبرع (Allograft)

يتم الحصول عليها من أنسجة بشرية محفوظة من متبرعين متوفين؛ حيث تعالج هذه الأنسجة بطرق دقيقة لتقليل خطر العدوى أو الرفض المناعي.

المميزات:

  • لا حاجة لأخذ نسيج من جسم المريض، مما يقلل من وقت الجراحة.
  • أقل ألمًا بعد العملية.
  • مفيدة في حالات الجراحات المتكررة أو المرضى غير القادرين على تقديم رقعة ذاتية.

العيوب:

  • خطر منخفض ولكنه قائم لانتقال عدوى.
  • اندماج أبطأ داخل الجسم.
  • قوة تحمل أقل من الرقعة الذاتية، خاصة في الرياضيين صغار السن.

3. الرقعة الصناعية (Synthetic Grafts)

تصنع من ألياف صناعية مثل الكربون أو المواد البوليمرية وقد كانت تستخدم سابقًا على نطاق أوسع، لكنها أصبحت أقل استخدامًا اليوم بسبب مشكلات تتعلق بالتآكل والالتهاب.

المميزات:

  • قوة مبدئية عالية جدًا.
  • لا حاجة لأخذ نسيج من المريض أو متبرع.

العيوب:

  • ارتفاع معدل الفشل.
  • خطر تآكل المادة ورفض الجسم لها.
  • لا ينصح بها إلا في حالات نادرة جدًا وتحت إشراف متخصصين.

كيف يتم اختيار النوع الأنسب؟

اختيار نوع الرقعة ليس قرارًا عشوائيًا، بل يعتمد على عوامل عديدة منها:

  • عمر المريض: صغار السن والرياضيون المحترفون غالبًا ما يفضل لهم الرقعة الذاتية.
  • مستوى النشاط البدني: من يمارسون رياضات عنيفة يُنصح لهم بوتر الرضفة أو أوتار الفخذ.
  • سجل الجراحات السابقة: إذا خضع المريض لجراحة سابقة، قد يُستخدم وتر العضلة الرباعية أو رقعة من متبرع.
  • رغبة المريض ودرجة تحمل الألم.
  • رأي الطبيب المتخصص الذي يستطيع الموازنة بين العوامل وتقديم الخيار الأمثل، مثل أفضل استشاري عظام المعروف بخبرته في تحديد النوع المناسب بدقة لكل حالة.
  • المتابعة بعد اختيار الرقعة
  • مهما كان نوع الرقعة المستخدم، فإن النجاح الحقيقي للعملية يعتمد على برنامج إعادة التأهيل بعد الجراحة. ويتضمن هذا البرنامج:
  • العلاج الطبيعي التدريجي.
  • تقوية العضلات الداعمة للركبة.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب في ما يخص الحركة والأحمال.
  • العودة للنشاط الرياضي تدريجيًا بناءً على تقييم حالة المفصل.

وفي النهاية؛ تعد الرقعة الوترية حجر الأساس في جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي، والاختيار الصحيح لها هو الخطوة الأهم لضمان ثبات المفصل واستعادة الحركة الطبيعية؛ وبينما تختلف كل رقعة في مصدرها ومميزاتها، فإن الوصول للقرار المناسب يحتاج إلى إشراف طبي متخصص لذلك، فإن استشارة أفضل استشاري عظام أمر ضروري لتحديد النوع الأنسب بناء على حالتك الصحية، مستوى نشاطك، وطبيعة الإصابة فكل حالة فريدة، وما يصلح لمريض قد لا يكون مثاليًا لآخر.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *