ما هي الأعراض المبكرة لوجود ورم العظام؟.. أعرف التفاصيل

يعتبر ورم العظام من الأنواع النادرة بشكل نسبي، لكنه قد يكون خطيرًا إذا لم يكتشف مبكرًا؛ العلامات المبكرة لهذا النوع من الاورام قد تكون خفيفة وغير ملحوظة، مثل الشعور بألم مستمر في العظام، خاصة في الليل أو أثناء الحركة في البداية، قد يظن المريض أن الألم ناتج عن إصابة رياضية أو إجهاد عضلي، لكن مع مرور الوقت يبدأ الألم بالتفاقم ويصبح دائمًا، وقد يرافقه تورم في المنطقة المصابة أو حتى كتل محسوسة تحت الجلد؛ فبعض الأشخاص قد يلاحظون ضعفًا غير طبيعي في العظام، مما يؤدي إلى كسور بسهولة دون سبب واضح، وهذا من أهم المؤشرات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا.

ومع تطور المرض، تظهر أعراض أكثر تعقيدًا مثل فقدان الوزن غير المبرر، الإرهاق العام، وارتفاع في درجة الحرارة بدون سبب معروف؛ وإذا انتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، كالرئتين مثلًا، فقد يعاني المريض من ضيق في التنفس أو سعال مزمن لذلك التشخيص المبكر مهم جدًا لتحديد مرحلة المرض والبدء في العلاج المناسب، سواء كان جراحيًا، إشعاعيًا أو كيميائيًا؛ فيجب الكشف الدوري وخصوصًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض السرطان أو سبق لهم التعرض للإشعاع، كما انه يعتبر خطوة وقائية فعالة، لأنه يساهم في تقليل المضاعفات وتحسين فرص التعافي؛ لذلك سنعرض خلال السطور القادمة الأعراض المبكرة لوجود ورم في العظام.

أنواع ورم العظام

تنقسم أنواع ورم العظام إلى نوعين رئيسيين، وكل نوع له خصائصه ومساره الخاص في الجسم فهم الفرق بينهما مهم جدًا لتحديد العلاج الأنسب وسنوضح ذلك خلال الخطوات القادمة.

أورام العظام الحميدة (غير السرطانية)

هذه الأورام لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وعادة ما تكون أقل خطورة، قد لا تحتاج بعضها إلى علاج، بينما قد يتم استئصال البعض الآخر جراحيًا إذا كانت تسبب أعراضًا أو تؤثر على وظيفة العظم. من أمثلتها:

• الورم العظمي الغضروفي (Osteochondroma): وهو نمو حميد لأنسجة عظمية وغضروفية على العظم الموجود.
• الورم الغضروفي (Enchondroma): ورم غضروفي حميد يقع عادة في العظام الصغيرة باليدين والقدمين.
• الورم العظمي (Osteoid Osteoma): ورم حميد يصيب عادة العظام الطويلة في الساقين والذراعين، وقد يسبب ألمًا شديدًا.
• الورم الأرومي العظمي (Osteoblastoma): ورم حميد مشابه للورم العظمي العظماني ولكنه أكبر حجمًا.
• الأورام الليفية غير المتحجرة (Non-ossifying fibroma): شائعة عند الأطفال.
• ورم الخلايا العملاقة (Giant cell tumor): على الرغم من أنه حميد في أغلب الأحيان، إلا أنه يمكن أن يكون عدوانيًا ويعاود الظهور.

أورام العظام الخبيثة (السرطانية)

هذه الأورام تتكون من خلايا سرطانية ولديها القدرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم (نقائل)، و تنقسم أورام العظام الخبيثة إلى:

أولاً : سرطان العظام الأولي (Primary Bone Cancer)

هو السرطان الذي ينشأ في العظام نفسها، و يعتبر نادر الحدوث، و تشمل الأنواع الأكثر شيوعًا:

1. الساركوما العظمية (Osteosarcoma): هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان العظام الأولي، ويبدأ في الخلايا التي تكوّن العظام، يصيب غالبًا المراهقين والشباب، وعادة ما ينشأ في العظام الطويلة للساقين والذراعين.
2. الساركوما الغضروفية (Chondrosarcoma): يبدأ هذا النوع في الغضروف، ويمكن أن يحدث في العظام أو الأنسجة الرخوة المحيطة، يصيب غالبًا البالغين في منتصف العمر وكبار السن، ويظهر عادة في منطقة الحوض أو الورك أو الكتف.
3. ساركوما إيوينغ (Ewing’s Sarcoma): يبدأ في العظام أو الأنسجة الرخوة حول العظام، يصيب في أغلب الأحيان الأطفال والشباب، وغالبًا ما يبدأ في عظام الساق والحوض.
4. الأورام المينائية (Adamantinomas): أورام نادرة تحدث غالبًا في عظم الظنبوب (الساق)، وتصيب المراهقين والشباب.

ثانياً: سرطان العظام الثانوي (Secondary Bone Cancer) أو الأورام العظمية النقيلية

هذا يعني أن السرطان بدأ في عضو آخر من الجسم (مثل الثدي، الرئة، البروستاتا، الكلى، الغدة الدرقية، القولون) ثم انتشر إلى العظام، هذه الأنواع هي الأكثر شيوعًا مقارنة بسرطان العظام الأولي، و تعتمد الأعراض والعلاج على نوع الورم ومكانه وحجمه، وما إذا كان قد انتشر أم لا، و دائمًا ما يتطلب تشخيص أورام العظام إجراء فحوصات دقيقة مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي والخزعة لتحديد نوع الورم بدقة.

أين يظهر ورم العظام؟

يعتبر ورم العظام من السرطانات النادرة والمعقدة، وينقسم إلى عدة أنواع، كل نوع يظهر في منطقة مختلفة داخل أو حول العظام، وله نمط نمو وانتشار يميزه عن غيره في السطور القادمة، سنعرض أهم أنواع ورم العظام ومواقع بدايتها بدقة:

الساركوما العظمية (Osteosarcoma)

تعتبر الأكثر شيوعًا بين سرطانات العظام الأولية، و تظهر من خلايا العظام نفسها، خاصة في عظام الأطراف مثل الذراعين والساقين، وأحيانًا الحوض؛ حيث يصيب هذا النوع الذكور بنسبة أكبر، وخصوصًا في الفئة العمرية بين 10 إلى 30 عامًا، إلا أنه قد يظهر أيضًا لدى كبار السن ما بين 60 إلى 70 عامًا.

ساركوما يوينغ (Ewing Sarcoma)

ثاني أكثر الأنواع شيوعًا، وينتشر بين الأطفال والمراهقين؛ حيث ينشأ في الغالب في العظام الطويلة مثل الساقين والذراعين، وقد يظهر أحيانًا في الأنسجة الرخوة المحيطة بالعظام؛ يعد هذا النوع نادرًا بعد سن الثلاثين.

الساركوما الغضروفية (Chondrosarcoma)

تظهر هذه الأورام من الخلايا الغضروفية، وتكثر في الأشخاص فوق سن الأربعين، وتستقر في الطبيعي في الحوض، عظم الساق، أو الذراع؛ كما قد تنمو في الأنسجة الرخوة في بعض الحالات.

ورم المنسجات الليفية الخبيثة (MFH)

لا ينمو من العظام بشكل مباشر، بل يظهر في الأنسجة الرخوة مثل العضلات، الدهون، والأربطة ويظهر غالبًا في الساقين، الذراعين، أو حول الركبتين، ويعرف بسرعة انتشاره إلى الرئتين والعقد اللمفاوية.

الساركوما الليفية (Fibrosarcoma)

نوع آخر من السرطانات التي تصيب الأنسجة الرخوة للعظام، مثل عظام الساقين والذراعين كما يمكن أن يظهر في المنتصف العمري أو لدى كبار السن من الجنسين.

ورم الخلايا العملاقة في العظام (Giant Cell Tumor)

يصيب غالبًا نهايات العظام قرب المفاصل، خاصةً بالقرب من الركبة أو في الذراع؛ هذا النوع يميل للعودة حتى بعد العلاج، وقد يصبح أكثر عدوانية مع تكرار الإصابة.

الورم الحبلي (Chordoma)

ينمو هذا الورم ببطء شديد، ويظهر عادةً في عظام العمود الفقري أو قاعدة الجمجمة؛ ورغم أن انتشاره محدود، إلا أنه قد يعود مجددًا بعد استئصاله وقد ينتقل إلى الكبد، الرئتين، أو الغدد اللمفاوية.

اللمفومة اللاهودجكينية (Non-Hodgkin’s Lymphoma)

عادة ما تنمو في الغدد اللمفاوية، لكنها قد تظهر أحيانًا في العظام ثم تنتقل للغدد، مما يصعب اكتشاف مصدرها الحقيقي في بعض الحالات.

الورم النقوي المتعدد (Multiple Myeloma)

ينشأ من خلايا البلازما في نخاع العظام، وهو الجزء الداخلي اللين للعظام، لكنه يصنف ضمن سرطانات الدم أكثر من كونه سرطان عظام تقليدي، ويعد من الأمراض سريعة الانتشار والتأثير على العظام.

ما هي الأعراض المبكرة لوجود ورم العظام؟

تتنوع أعراض ورم العظام بين الأفراد بناء على نوع الورم ومرحلته، ولكن هناك بعض العلامات الشائعة التي يمكن أن تساعد في الكشف المبكر، ومن أهم هذه العلامات:

• تورم والتهاب حول المنطقة المتأثرة: في المعتاد لا يكون التورم واضحًا في البداية، ولكن استمرار الالتهاب لفترة طويلة دون شفاء يعد من العلامات المبكرة لسرطان العظام، ومع تقدم نمو الورم، يبدأ بالظهور على الجسم.
• تيبس المفاصل: يحدث عندما ينمو الورم بالقرب من المفاصل، مما يؤدي إلى مشكلة التيبس، التي تتسبب في إحساس بعدم الراحة بسبب صعوبة في تحريك المفصل.
• صعوبة في الحركة: مع تقدم المرض قد يتزايد الضغط على العضلات والمفاصل التي تحيط بالورم، مما يسبب صعوبة في الحركة، خصوصاً إذا كان الورم موجوداً في العظام المرتبطة بالمشي أو في استخدام اليدين.
• فقدان واضح في الوزن: يتشارك هذا العرض مع العديد من أنواع الأورام المختلفة؛ وينجم عن تأثير الألم على الشهية، مما يؤدي إلى فقدانها، وبالتالي يؤثر على عملية التمثيل الغذائي.
• تنميل الأطراف بشكل متكرر: إذا كان الورم قريبًا من الأعصاب أو يضغط عليها، فقد يؤدي إلى شعور بالتنميل أو الوخز المستمر، مما يؤثر على الإحساس في الذراعين والساقين.
• كسور العظام المتكررة: مع ضعف العظام بسبب نمو الورم، تصبح العظام أكثر عرضة للكسور حتى عند التعرض لإصابات طفيفة.

تعتبر الأعراض المذكورة سابقًا قد تتشابه مع أمراض أخرى، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص عند ملاحظة أي من هذه العلامات، خصوصًا إذا استمرت لفترة طويلة دون تحسن؛ كما إن التشخيص المبكر يساعد في زيادة فرص العلاج الناجح ويقلل من المضاعفات المحتملة.

أعراض ورم العظام الحميد

يعتبر ورم العظام الحميد أكثر شيوعًا من الأورام الخبيثة، وعلى الرغم من أنه لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، فإنه قد يتسبب في بعض الأعراض التي تؤثر على العظام والأنسجة المحيطة بها؛ ومن أهم أعراض سرطان العظام:

• الألم الخفيف أو المتقطع: غالبًا لا يسبب الورم الحميد الشعور بالألم، ولكن إذا كان ينمو بالقرب من المفاصل أو الأعصاب، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث هذه الآلام، خصوصًا عند الحركة أو القيام بالأنشطة البدنية.
• كتلة ملحوظة: يمكن أن يؤدي الورم الحميد إلى ظهور تورم أو كتلة في المنطقة المتضررة، والتي غالبًا ما تكون غير مؤلمة، لكنها تكون واضحة عند اللمس وسهلة الملاحظة أثناء الفحص الطبي.

في المعتاد لا تظهر أعراض في بعض الحالات، حيث يتم اكتشاف الورم صدفةً خلال الفحوصات الطبية الروتينية أو الأشعة السينية التي تُجرى للتحقق من مشاكل صحية أخرى.

أهمية الكشف المبكر عن ورم العظام

يعتبر الاكتشاف المبكر لورم العظام عنصرًا رئيسيًا لتحقيق نتائج علاجية أفضل وتحسين جودة الحياة؛ حيث يتيح التشخيص المبكر إجراء التدخل الفوري ووضع خطة علاجية مخصصة؛ كما قد يسبب ألم العظام قلقًا، لذلك من المهم الانتباه إلى الآلام المستمرة أو المتزايدة؛ ورغم أن آلام العظام يمكن أن تنجم عن أسباب متعددة، إلا أن التعرف على العلامات الدالة على ورم العظام يعد أمرًا حيويًاح وعلى الرغم من أن هذه الحالة نادرة وتمثل أقل من 1% من جميع أنواع السرطان، فإن السعي للحصول على تقييم طبي عند ظهور أي علامات مقلقة يمكن أن يسهم في التشخيص المبكر والعلاج المناسب تذكر.

علاج إنقاذ الأطراف لمرضى ورم العظام

جراحة إنقاذ الأطراف هي تقنية متقدمة للغاية تستخدم لإزالة أورام العظام دون الحاجة إلى بتر الأطراف، مما يسهم في تحسين الوظائف وجودة حياة المرضى؛ حيث يتضمن هذا الإجراء المعقد استئصال الورم وإعادة بناء العظام والأنسجة الرخوة بعد ذلك؛ كما تقوم فرق جراحية محترفة بإجراء هذه الجراحة لتحقيق هوامش خالية من الأورام، مما قد يستوجب أحيانًا إزالة أجزاء كبيرة من العظام؛ كما تشمل خيارات إعادة البناء الطرق البيولوجية باستخدام العظام المانحة أو العظام المعاد تدويرها، بالإضافة إلى الأساليب غير البيولوجية التي تستخدم الغرسات المعدنية ؛ ومع جراحة إنقاذ الأطراف، يمكن للمرضى تحقيق نتائج أفضل بدون التأثير على معدل البقاء أو زيادة خطر تكرار الورم.

• العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي لتقليص الأورام من خلال جرعات كبيرة من الأشعة السينية؛ كما يمكن أن يطبق العلاج الإشعاعي على أنواع معينة من ورم العظام قبل إجراء الجراحة لتقليل حجم الورم، أو بعدها لمنع عودة ورم العظام.
• العلاج الكيميائي: يمثل العلاج الكيميائي نوعًا من الطب يهدف إلى القضاء على خلايا ورم العظام المنتشرة في الجسم؛ حيث يتم هذا العلاج قبل أو بعد إجراء جراحة لعلاج ورم العظام بغرض الوقاية من عودة المرض.

وفي نهاية المقال؛ سنصحك الدكتور ياسر رضا انك إذا شعرت بألم مستمر لا يزول أو لاحظت تورمًا في العظام لم يشف مع الوقت، فمن المهم جدًا استشارة طبيبك لا تنتظر أن تتطور الأعراض؛ الكشف المبكر عن أورام العظام هو خط الدفاع الأول؛ فلا تتجاهل الألم المستمر، فقد يكون علامة تحذيرية مبكرة.