علاج اصابات الكسور بعد تركيب المفاصل الصناعية

تعد المفاصل الصناعية من الحلول الجراحية الثورية التي ساهمت في تحسين جودة حياة ملايين المرضى، خصوصًا ممن يعانون من تآكل المفاصل أو التهابات مزمنة تعيق الحركة، ورغم النجاح الكبير الذي تحققه هذه العمليات، إلا أن بعض الحالات قد تتعرض لما يُعرف بـ”إصابات الكسور بعد تركيب المفصل”، وهي من المضاعفات النادرة ولكنها تستدعي تدخلًا دقيقًا وفوريًا، في هذا المقال، نسلط الضوء على طبيعة هذه الإصابات، وأسبابها، وخيارات العلاج المتاحة، ودور الفريق الطبي في إعادة المريض للحركة الكاملة بأمان وكفاءة.

ما المقصود بالكسور بعد تركيب المفصل الصناعي؟

الكسور بعد تركيب المفصل الصناعي تعرف علميًا بـ”Periprosthetic Fractures”، وهي كسور تحدث في العظام المحيطة بالمفصل الصناعي، سواء في الورك أو الركبة أو الكتف أو الكوع، نتيجة الصدمات أو السقوط أو حتى بسبب هشاشة العظام، تتطلب هذه الإصابات تقييمًا خاصًا، نظرًا لوجود جسم صناعي مثبت في العظم، مما يعقد من خيارات العلاج.

أنواع الكسور التي قد تصيب المفاصل الصناعية بعد الجراحة

بعد تركيب المفاصل الصناعية، قد يتعرض المريض لأنواع مختلفة من الكسور، تختلف تبعًا لمكان الكسر وموقع المفصل الصناعي، ومن أشهر هذه الأنواع:

• الكسور المحيطة بالمفصل الصناعي (Periprosthetic Fractures): وهي الكسور التي تحدث في العظام المحيطة بالمفصل الصناعي، سواء أعلى الفخذ أو أسفل الركبة، وتعد من أكثر الأنواع شيوعًا بعد جراحات المفاصل.
• كسور نتيجة السقوط أو الحوادث: وقد تحدث بسبب فقدان التوازن أو التعرض لصدمات مباشرة.
• كسور إجهادية (Stress Fractures): تحدث تدريجيًا نتيجة تحميل متكرر على المفصل الصناعي أو العظام الداعمة له.
• كسور أثناء الجراحة: أحيانًا تحدث بعض الكسور الصغيرة أثناء تركيب المفصل، ويتم التعامل معها جراحيًا في نفس الإجراء.

هذه الأنواع تؤثر بشكل مباشر على خطة العلاج، وتحدد ما إذا كانت الحالة ستحتاج لتثبيت داخلي، أو لتغيير المفصل الصناعي، أو للمتابعة بالعلاج التحفظي فقط.

أسباب حدوث الكسور بعد تركيب المفاصل الصناعية

رغم أن المفاصل الصناعية مصممة لتحمل الاستخدام اليومي، إلا أن بعض العوامل قد تؤدي إلى كسور حولها، خاصة في حالات معينة تتعلق بالعمر أو البنية، مثل:

• السقوط على الأرض خاصة لكبار السن.
• هشاشة العظام.
• الصدمات المباشرة.
• ضعف اندماج المفصل الصناعي مع العظم.
• الحركات الخاطئة أو المجهود البدني الزائد.

أعراض كسور ما بعد المفصل الصناعي

عند حدوث كسر حول المفصل الصناعي، تظهر على المريض مجموعة من العلامات الواضحة التي تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا، ومن أبرز هذه الأعراض:

• ألم حاد ومفاجئ في مكان المفصل.
• عدم القدرة على الوقوف أو تحريك الطرف.
• تشوه في شكل الطرف أو التواء غير طبيعي.
• تورم ملحوظ في المكان المصاب.
• فقدان التوازن أو الشعور بعدم الثبات.

طرق تشخيص الإصابة

• الأشعة السينية (X-Ray): لفحص الكسر وتحديد مكانه بدقة.
• الأشعة المقطعية (CT): لرؤية تفاصيل العظم والمفصل الصناعي.
• الرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم أحيانًا إذا كان هناك اشتباه في إصابات بالأنسجة المحيطة.

خيارات العلاج المتاحة

هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لمعالجة الإصابات والآلام المختلفة، وتتنوع هذه الخيارات حسب نوع الإصابة وشدتها، يمكن أن تتضمن العلاجات التحفظية مثل الراحة والعلاج الطبيعي، أو العلاجات الجراحية في حال كانت الحالة تتطلب تدخلاً جراحياً.

في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى العلاج بالتقنيات الحديثة مثل العلاج بالليزر أو الأشعة التداخلية، من المهم استشارة الطبيب المتخصص لتحديد الخيار الأنسب بناءً على التشخيص الطبي الكامل لحالة المريض.

أولًا: العلاج التحفظي (بدون جراحة)

يستخدم فقط في حالات الكسور المستقرة، والتي لم تؤثر على استقرار المفصل الصناعي:

• استخدام الجبائر أو الأجهزة الداعمة.
• الراحة التامة وتفادي التحميل على الطرف المصاب.
• المتابعة الدورية بالأشعة.

ثانيًا: العلاج الجراحي

في معظم الحالات، يحتاج الكسر إلى تدخل جراحي، ويشمل:

• تثبيت الكسر باستخدام شرائح ومسامير.
• استبدال المفصل الصناعي جزئيًا أو كليًا إذا كان غير ثابت.
• تركيب مفاصل خاصة لعلاج هذه الحالات، مثل مفاصل طويلة أو مخصصة لحالات الكسر.

المضاعفات المحتملة في حال تأخر العلاج

تأخر التدخل الطبي في حالات كسور المفاصل الصناعية قد يؤدي إلى تفاقم الحالة بشكل كبير، ويزيد من تعقيد مسار العلاج لاحقًا، من أبرز المضاعفات المحتملة:

• عدم التئام الكسر.
• خلع المفصل الصناعي.
• تلف الأعصاب أو الأوعية الدموية.
• آلام مزمنة وصعوبة في الحركة.
• الحاجة إلى إعادة الجراحة بتكلفة أعلى.

العوامل التي تؤثر على نجاح العلاج

نجاح علاج كسور المفاصل الصناعية لا يعتمد فقط على نوع الكسر أو التدخل الجراحي المستخدم، بل يتأثر بمجموعة من العوامل المتداخلة التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد نتائج التعافي، فاختيار الخطة العلاجية الأنسب، ومدى التزام المريض بالإرشادات الطبية، وحالته الصحية العامة، كلها عناصر تسهم في تحديد ما إذا كان المفصل سيعود إلى أداء وظيفته بكفاءة أم لا، فهم هذه العوامل يساعد الأطباء والمرضى على التعاون لتحقيق أفضل النتائج وتقليل فرص المضاعفات أو فشل العلاج، ومن ضمن هذه العوامل الأتي:

• عمر المريض وحالته الصحية العامة.
• مدى هشاشة العظام.
• نوع الكسر ومكانه.
• نوع المفصل الصناعي المستخدم.
• سرعة التدخل العلاجي.